مجرد ثرثرة 8 !

18 فيفري 2010

مازلت أذكر ذلك اليوم.. كنت ابنة إحدى عشر ربيعاً..

دلفت إلى عيادة طبيب الأسنان و الخوف يعانقني من رأسي حتى أخمص قدميّ. كان الألم ينهش في ضرسي بشراسة ، فقرر الطبيب إنهاء معاناتي (لا لم يقرر قتلي!) و قرر خلع الضرس. يا إلهي كم كانت عملية صعبة! كان الضرس ثابتاً بعمق في جذوري وكأنه يأبى مغادرتي و يعز عليه فراقي..تأثير البنج كان ضعيفاً ، فقد شعرت بمعظم ذلك الألم السحيق.

خُلع الضرس أخيراً بعد أن خضت ذلك العذاب النفسي و الجسدي مخلفاً خيوطاً من الدماء على كنزتي الصغيرة. لم يتوقف النزيف لثلاثة أيام ، لم يكن نزيفاً غزيراً إنما لم تنضب الدماء من المنطقة المخلوعة.

تمر السنين ، و أنتقل إلى سن الشباب ، و أزور نفس الطبيب لكن مجردة من خوف الأطفال. أصبح الطبيب صديقي ولم يعد شبحاً يبعث الرعب في النفوس ، حتى أنه اعتاد أن يضرب بخفة على خدي مازحاً قائلاً : “يا مهملة! دي مش حفرة ، دي حفر!” خفة الظل هي أجمل صفة يتسم بها إخواننا المصريون!

عندما ينخر طبيب الأسنان الضروس المتضررة ثم يملؤها ، تراودني الأماني و التخيلات إن كان ممكناً نخر عقول كثيرة غطاها الصدأ و من ثم ملؤها بعقار منهجية التفكير الإنساني السليمة المبنية على الفهم الصحيح للدين ، و المنطق ، و ثقافة الاختلاف. في داخل كل منا طبيب روحي بإمكانه نخر الأفكار المجرثمة ثم تعقيمها-إن وُجدت- لذلك علينا أن نختلي بأنفسنا كل فترة لنغوص في حالة تأمل لخوالجنا ، و أفكارنا ، وإن كان ثمة عطبٌ ما نبادر إلى التحقق منه. حبذا لو كانت جلسات الخلوة بالذات أمام البحر ، فإن ذلك يؤدي إلى انتشاء عميق! أليس كذلك؟

سنعود إلى الجامعة يوم السبت-أي بعد الغد- وسيكون عليّ الذهاب من أجل إتمام موضوع معادلة المواد الذي لم يتم بعد! أتهيأ نفسياً من الآن ، لأنهم سيتراشقونني من مكان لآخر كما حدث معي المرة الماضية “غرفة 18” أتذكرون؟ الله يصبرنا و يقوينا.. ممممم هل استمتعتُ بالإجازة؟ الحمدلله..أجمل ما كان فيها هو أنني التقيتُ إنساناً عظيماً ، لن أخبركم من هو لإضافة عنصر التشويق على هذه الخاطرة!! : ) <<< نذالة

طيب سننهي الثرثرة هنا..

تحية من الأعماق لكل من عبر هنا

مرفأ أو مها

اليوم الخميس

صديقتي البيضاء !

6 فيفري 2010

الحيـاة بالنسبة لي كطريقٍ طويلـة في متنزه ، أمشي بين المارة أراقبهـم وهم يتحركون ، وهم ينزهون أطفالهم ، يعانقون زوجاتهم ، يدسون السم في كوب قهوة صديق ، يحسدون ، يلعنون ، ينظمون قصائد غزل ، أو يشيعون حباً كان قرباناً لعادات و تقاليد بالية ، يتناولون “الفصفص” و يبصقون قشوره حولهم ، يعدون أوراقاً نقدية بلهفة ، منكبون على قراءة الكتب ، أو يتراقصون بثمالة! أنظر إلى أرواحهم وهم يعدون كالبرق أمامي ، لا شيء يثير اهتمامي ، لكن في بعض الأحيان أقف محدقة إلى نور روحٍ تجيد اختراقي! روحٌ نقية تضطرب روحي الملوثة بالأدران حيال مصافحتها ، روحٌ كروح صديقتي البيضاء (أمل)!

 

أسميتها صديقتي البيضاء لأن عالمها الداخلي مصبوغ ٌبالبياض. إن أحضرتُ سكيناً و شققتها فسأجد داخلها أبيضاً (اعذريني على التشبيه الإجرامي!)

ياه صديقتي! أما زلتم موجودين؟ ألم تنقرضوا بعد من هذه الأرض؟

لست أدري أأفرح أم أحزن؟ أأفرح لحلول أنواركِ الملائكية وهي تغطي اسوداد أرواحنا ، أم أحزن خوفاً عليكِ من استغلال القلوب القذرة؟ لكنني سأقول لكِ ما اعتدتِ قوله لي دائماً “انتِ ما ينخاف عليكِ”. بطيبتكِ النورانية ستمضين قدماً في الحياة ، و وحدهم الحاقدون و الحاسدون هم من سيتعرقلون كثيراً بمطبات الحياة. لا تعلمين إلى أي حد سعدت بمعرفتكِ ، وإلى أي حد أثرتِ في أعماقي ، وإلى أي حد أشعرتني أن الدنيا مازالت بخير.

 

كوني دائماً أملاً يا أمل ،،

كوني ذلك الأمل الذي يملأني نوراً دائماً

كلما عصفت بي السلبية ، لست أنا فقط

أنا و من حولي.. قلبي يشكركِ على المشاعر

الجميلة التي يشعر بها بسببك : )

مها ،،